أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين مجتمع أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون الموقف شهادة جاهات واعراس جامعات بنوك وشركات دين اخبار خفيفة رياضة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الشياب يكتب: على خُطى الهاشميين.. المسؤولية خُلق وعدل


الدكتور المهندس عطا الشياب

الشياب يكتب: على خُطى الهاشميين.. المسؤولية خُلق وعدل

مدار الساعة ـ

في أحلك الظروف التي تمر بها الأوطان، لا يكون السند الحقيقي في مواجهة التحديات سوى ثقة الشعب بعدالة قادته ورجاحة وعي مسؤوليه، ونحن في الأردن، إذ نعيش اليوم مرحلة دقيقة فرضتها أزمات متشابكة، يطل علينا واجب وطني لا يحتمل التراخي، أن يكون المسؤول في الدولة الأردنية قدوة في التواضع، وعدلًا يمشي على الأرض ويكون قدوة للجميع بأخلاقه ودماثته.

لقد علمنا الهاشميون، ملوك الأردن الأبرار، أن القيادة ليست سلطة ولا جبروتًا، بل هي حسن إنصات لنبض الشعب، وحرص دائم على همومه وقضاياه، وتواضع يرفع المقام ولا ينقصه، وكم من مواقف خالدة رأيناها منهم بين الناس، في الأسواق والبيوت والمناسبات، يمدّون يدهم ويسمعون صوت المواطن البسيط قبل الكبير، وهذا النهج الهاشمي هو الذي حفظ للأردن وحدته ونسيجه الوطني أمام كل عاصفة حاولت أن تنال منه.

ولعلّ ما يزيد من خطورة المرحلة الراهنة تلك التصريحات المتغطرسة التي أطلقها نتنياهو وما تبعها من وزرائه حول ما يسمى "خارطة إسرائيل الجديدة"، وهي كلمات تحمل أطماعًا مكشوفة ومشاريع استيطان لا تخفى على أحد، وما هي إلا محاولة مكشوفة للعبث بأمن المنطقة وزرع بذور الفتنة في نسيجنا الوطني، وهو ما يستوجب منا وعيًا أكبر، وإدراكًا أن العدو لن يكف عن محاولاته، وأن قوتنا الحقيقية تكمن في صلابة جبهتنا الداخلية، وفي قدرة الدولة على تحويل هذه الأزمة إلى فرصة لترتيب الأولويات ورص الصفوف وتجهيز الشعب للمرحلة المقبلة بالوعي والصبر والإرادة.

واليوم، ونحن نرى ما يحيط بنا من تحديات، يصبح من الواجب على كل مسؤول أن يعي أن المنصب تكليف لا تشريف، وأن المسؤولية مرآة تكشف معدنه وأخلاقه، فيُقاس بها عدله ورُقيّ سلوكه قبل أن يُقاس بحجم مكتبه أو كرسيه، فالمسؤول الحقيقي هو الذي يرى في المواطن شريكًا لا تابعًا، وفي خدمته شرفًا لا منّة، وهو الذي يختار الكلمة الطيبة قبل القرار، ويحرص أن يترك في قلوب الناس أثرًا من الاحترام والاطمئنان، فالمسؤولية لا تُكتب في كتاب رسمي ولا تُلخّص في توقيع على ورقة، بل تتجسد في عدل يُمارس، وفي تواضع يرفع شأن صاحبها.

إننا أحوج ما نكون اليوم لأن يكون كل مسؤول أردني نموذجًا للصالح من أبناء هذا الوطن، في حسن تعامله، في عدالته، وفي لباقته، فالمواطن حين يرى قدوته في المسؤول، يزداد ثقة بالدولة وإيمانًا بقدرته على البناء والمشاركة، وهكذا فقط تبقى مؤسساتنا حصينة، ويظل نسيجنا الوطني متماسكًا في وجه كل من يحاول أن يعبث به.

فلنقتدِ بالهاشميين في خُلقهم وسمو تعاملهم، وليكن كل مسؤول صورة ناصعة للعدل والتواضع، لأن الوطن لا يقوم بالقرارات وحدها، بل بما تحمله هذه القرارات من روح إنسانية وأخلاق رفيعة، ولنُدرك جميعًا أن المرحلة القادمة ليست أقل خطرًا من التي مضت، لكنها ستكون أقوى إذا كنا صفًا واحدًا، ويدًا واحدة، وقلبًا واحدًا خلف قيادتنا الهاشمية، متمسكين بثوابتنا، مستعدين لصون كرامتنا والدفاع عن أرضنا ومستقبلنا.

بقلم: د.م عطا الشياب

خبير الاستشراف الاستراتيجي بإدارة الازمات وامن الطاقة

مدار الساعة ـ